صنعاني: الخطوة الجريئة الأولى لعبدو بي نحو صوت يمني جديد
- Raad Records

- 18 أكتوبر
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 19 أكتوبر

بالنسبة لعبدو بي، كانت الموسيقى دائمًا أكثر من مجرد إيقاعٍ ولحن — كانت وسيلة للتساؤل، وإعادة التخيّل، وصياغة هوية جديدة لما يعنيه أن تحمل الثقافة اليمنية إلى المستقبل.ألبومه الأول «صنعاني» ليس مجرد مجموعة أغنيات، بل هو خلاصة عامين من العمل المتواصل، والرؤية الواضحة، والرغبة العميقة في نقل الموسيقى اليمنية إلى مستوى جديد.
عندما بدأ عبدو أولى أفكاره حول الألبوم، واجه تحديًا لم يجرؤ كثيرون على خوضه: كيف يمكن تحديث الموسيقى اليمنية دون فقدان روحها؟لسنواتٍ طويلة، ظلّ المشهد الموسيقي اليمني محافظًا وآمنًا داخل إطار التقاليد. حتى عندما حاول بعض الفنانين “تحديث” الصوت، كانت المحاولات غالبًا مجرد مزجٍ خفيفٍ بين القديم والجديد دون كسر الحدود فعليًا.
لكن عبدو اختار طريقًا مختلفًا. أراد أن يخلق شيئًا جريئًا — موسيقى تحافظ على النكهة اليمنية، لكنها في الوقت نفسه تتحدث بلغة البوب المعاصر.
يا لالا : بداية التجربة
بدأت المغامرة مع أول أغنية في الألبوم، «يا لالا». في البداية، بدت التجربة مخاطرة — هل سيتقبلها الناس؟ أم سيرفضونها لأنها بعيدة عن المألوف؟ لكن المفاجأة كانت في التفاعل. رغم أنها لم تكن “ضربة جماهيرية”، إلا أن الأغنية لامست شيئًا في المستمعين، وأشّرت إلى أن الجمهور جاهز لصوتٍ جديد. تحولت «يا لالا» من مجرد أغنية إلى موجة صغيرة، بداية حركة جديدة يمكن أن تُسمى: البوب اليمني.
“هذا الألبوم كان نقطة البداية لهويتي الموسيقية،” يقول عبدو. “و لفتح الطريق أمام الفنانين اليمنيين ليعبّروا عن أنفسهم بشجاعة و بطريقتهم الخاصة.”

من غرفة سكن الطلاب إلى ألبوم كامل
ما يجعل «صنعاني» أكثر تفرّدًا هو المكان الذي وُلد فيه. لم يُنتَج الألبوم في استوديو فاخر، ولا بمساعدة فريق ضخم. صنعه عبدو بنفسه في غرفته الجامعية في برلين — كتب، ولحّن، وأنتج، وحتى أتمّ الماستر لكل أغنية بمفرده.بهذا، أثبت أن الشغف والإصرار قادران على تجاوز أي حدود مادية أو مكانية.

إحدى اللحظات الفارقة كانت مع أغنية «سعيد الحظ»، وهي أول عمل أنتجه عبدو بالكامل بنفسه. مثلت تلك الأغنية، ومعها الألبوم ككل، تحوّله من مجرّد مغنٍ وكاتب أغاني إلى منتج موسيقي متكامل الهوية.
لماذا أغنية «صنعاني» مهمة؟
«صنعاني» ليس مجرد إنجاز شخصي لعبدو بي، بل هو رسالة. رسالة تقول إن الفنان اليمني موجود، وله صوت وقصة تستحق أن تُسمع، ليس فقط في اليمن، بل في العالم العربي كله.
“كنت دائمًا أسأل نفسي،” يقول عبدو،“ليش الموسيقى اليمنية ما وصلت باقي العرب؟ ليش ما سمعها المغربي، أو الجزائري، أو العراقي؟يمكن لأن ما أحد حاول يطوّرها بطريقة تواكب العالم. موسيقانا الشعبية جميلة، لكن لازم نواكب العصر عشان نظلّ حاضرين في خريطة الموسيقى.”
بـ«صنعاني»، وضع عبدو بي حجر الأساس لطريق جديد — طريق يدمج الأصالة بالجرأة، والتقاليد بالحداثة.إنه الفصل الأول من هويته الفنية، وبداية صوت يمني جديد يتحدى، ويُلهم، ويحلم.






تعليقات